في العام 1947م قامت منظمة أمريكية غير ربحية اسمها مجلة علماء الذرة بتصميم ساعة أُطلق عليه اسم ساعة يوم القيامة أو ساعة الأزل، وهي عبارة عن تعبير مجازي عن قرب نهاية البشرية، فما هي هذه الساعة ومن يحرك عقاربها؟
تابع الحلقة كاملة على يوتيوب، اشترك بالقناة وفعل زر الجرس ليصلك كل جديد
تنبأ البشر بنهاية العالم منذ آلاف السنين، بل وحددوا لها الكثير من التواريخ. كل تلك التنبؤات فشلت، حمداً لله على الأقل إلى هذه اللحظة! وشملت أسباب نهاية العالم، بحسب التنبؤات، اصطدام كوكب الأرض بكوكب غامض، كتلك الأسطورة التي انتشرت سنة 2012، وتُعرف بنبوءة المايا، لكن شيئاً لم يحدث بالطبع، ووفقاً لوكالة الفضاء ناسا فإن كوك الأرض يمشي على ما يرام منذ 4 مليار سنة، و لا شيء يُظهر أنه يمكن أن يرتطم بشيء ما إلى الآن. ومع ذلك، فإن تلك الفكرة المخيفة ما تزال تسيطر على الخيال الذي نراه كثيرا في الأفلام و الرسوم المتحركة.
وبالرغم من كل الأساطير، إلا أن مجلة علماء الذرة قد وضعت تصميم لساعة رمزية في العام 1947م تهدف إلى تحذير الجمهور من مدى قربنا من تدمير عالمنا بتقنيات خطيرة من صنعنا، وتذكير البشرية بالمخاطر التي يجب أن نتصدى لها إذا أردنا البقاء على هذا الكوكب. تصميم الساعة بسيط، عندما يصل عقرب الساعة إلى الثانية عشر منتصف الليل فإن ذلك يعني نهاية العالم.
في يناير من العام 2021 كان عقرب الساعة على بعد 100 ثانية فقط من منتصف الليل؛ وذلك بسبب جائحة فيروس كوفيد 19 والتي كشفت عدم قدرة الدول والمجتمعات على التعامل معه بنجاح، وأشارت المجلة إلى أنه يجب على القادة الوطنيين القيام بعمل أفضل بكثير في مواجهة المعلومات المضللة ، والاهتمام بالعلم ، والتعاون لتقليل المخاطر العالمية.
عندما تم إنشاء ساعة القيامة الرمزية في عام 1947 ، جاء الخطر الأكبر على البشرية من الأسلحة النووية ، ولا سيما من سباق التسلح النووي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. لكن منذ العام 2007 أخذت المجلة تأخذ بعين الاعتبار أيضاً الاضطرابات الكارثية المحتملة من تغير المناخ . أصبحت الساعة أقرب إلى منتصف الليل أكثر من أي وقت مضى منذ العام 2020، أحدث تعديل كان هذا الشهر ، يناير 2022، حيث مازلنا على بعد 100 ثانية حتى منتصف الليل، و العلماء يحذرون من التهديدات الوجودية والأسلحة النووية والمناخ.
لا تعتبر مجلة علماء الذرة ساعة القيامة الرمزية أداة للتنبؤ أو توقع المستقبل، بل هي تعبير عن دراسة الأحداث الماضية واتجاهات المستقبل بناء على الأرقام والإحصاءات التي يجمعها العلماء، على سبيل المثال، عدد وأنواع الأسلحة النووية في العالم ، أو معدل ارتفاع مستوى سطح البحر.
كما يتم الأخذ بعين الاعتبار جهود القادة والمواطنين والمؤسسات والحكومات وغيرها من الكِيانات لتقليل المخاطر. تصف المجلة عملها بأنه يأخذ في الاعتبار أكبر عدد ممكن من الأعراض والقياسات والظروف للوصول إلى حكم يلخص ما يمكن أن يحدث إذا لم يتخذ القادة والمواطنون إجراءات لمعالجة الظروف.
يتكون الفريق المسؤول على إعادة ضبط الساعة كلما دعت الضرورة من علماء وخبراء لديهم معرفة عميقة بالتكنولوجيا النووية وعلوم المناخ ، والذين غالباً ما يقدمون المشورة أيضاً للحكومات والوكالات الدولية، كما يتشاورون مع زملائهم عبر مجموعة من التخصصات، ويسعون أيضاً إلى الحصول على آراء مجلس الرعاة التابعين للمجلة، والذي يضم 13 حائزاً على جائزة نوبل.
الأسلحة النووية والتغيرات المناخية هما التهديدان الأكبر لمستقبل البشرية، بحسب المجلة التي تحرك عقارب الساعة وفقا لتطورات هذين المجالين. وفي الوقت الذي أمكن فيه تجنّب كارثة نووية تبيد البشرية خلال الـ 73 عاماً المنصرمة بفضل استجابة القادة للتحذيرات وإدارة الأزمات، فإن آثار تغير المُناخ ما تزال في حاجة إلى المزيد من الجهود، والتي بدونها تصبح العواقب الوخيمة في ازدياد. وبالتالي، هناك حاجة إلى تعاون منسق في جميع أنحاء العالم لمنع وقوع الكارثة.
تعليقات
إرسال تعليق