التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تعرفوا على بنت اليمن

 

تسمعون عن اليمن الكثير من الاخبار غير السارة، لكن دعونا نتوقف قليلاً للحديث عن بنت اليمن، القهوة، ذلك المشروب اللذيذ؛ إذ تشتهر اليمن كثيرا بزراعة القهوة، ويُقال أنها وصلت إلى اليمن من إثيوبيا، وأن أول من جاء بها إلى اليمن هو أحد سكان مدينة عدن الساحلية. 

يحكى أن الطلاب اليمنيين هم اول من أدخل البن إلى مصر، أثناء دراستهم بالازهر الشريف. كما تروى في هذا الشأن رواية طريفة مفادها أن أحد مشائخ الأزهر حرم شرب القهوة في البداية؛ وذلك - على ما يبدو - بسبب ما تحدثه من تحسين في المزاج، لكن الطلاب اعترضوا على الفتوى بقوة حتى أُجيزت في النهاية، وانتشرت في كل أرجاء مصر والعالم.

تحظى القهوة اليوم بمكانة رفيعة في العالم العربي، وهي أحد رموز الثقافة العربية الأصيلة، كما أنها ذات مكانة أيضاً لدى الكثير من شعوب العالم. واليوم يدخل البن بأنواعه المختلفة في تحضير الكثير من المشروبات العصرية مثل الاسبرسو والكابتشينو والقهوة الامريكية .. الخ.

ومن كثرة شغف الناس بالقهوة فقد أجريت عليها، وعلى شاربيها، العديد من الدراسات. كانت نتائج الكثير من تلك الدراسات مذهلة للغاية؛ فبعضها يؤكد ان للقهوة دور كبير في تحسين صحة الدماغ، ومحاربة الشيخوخة، والتقليل من السمنة. كما أن أولئك الذين يشربون القهوة بانتظام واعتدال لديهم قدرة أكبر على الانجاز وهم أكثر ذكاءً، وبالتالي لديهم فرص نجاح ودخل مالي أعلى.

لكن المثير للاستغراب فيما يتعلق بالقهوة اليمنية هو أنها تختلف عن القهوة العربية المعتادة، وحتى القهوة المعروفة عالمياً؛ حيث أن أهل اليمن عادة يحضرون القهوة من قشور البن وليس من البن ذاته، وهو ما يجعل مذاقها مختلف تماماً. بعض المجتمعات اليمنية أيضاً تضيف الزنجيبل والهيل ومواد أخرى إلى المشروب، وبعضها لا يستخدم البن ولا قشوره بتاتاً، كما أن البعض الآخر يستخدم البن مع السكر أو بدون السكر. 

وعلى كل حال، يُطلق على القهوة بنت اليمن، وهو لقب يحق لليمنيين الافتخار به.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل يجب أن تكون محايداً دائماً؟

 غالباً، إن لم يكن دائماً، ما يُطلب من الاعلام والصحفيين الالتزام بمبدأ الحياد، أي عدم الميل إلى أي طرف من اطراف الخصومة. حسناً، لنكن صريحين بهذا الشأن، إن الحياد مهم جداً لتحقيق المصداقية، لكنه ليس مبدأ أساسي يجب التمسك به دائماً وأبداً؛ فالصحافة مهمتها إظهار الحقيقة، وانصاف المظلوم، وإيصال صوت من لا صوت له. تمثل الصراعات اليوم مادة أساسية لعمل الصحافة، قد يكون من السهل الوقوف على الحياد عندما لا تكون طرفاً في الصراع، أو عندما لا تكون جزءً أو تابعاً، بأي شكل من الأشكال ، لأحد أطراف الصراع. أما عندما يكون العكس فإن الحياد يصبح مستحيلا، ومع ذلك فهذه ليست القصة الكاملة! المصيبة الأكبر هي عندما تكون الطرف المظلوم، المضطهد، أو المغلوب على أمره.   إن الحياد في حالات الظلم هو انحياز لجانب الظالم، كما يقول ديزموند توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام؛ ذلك لأن الحياد يساعد الظالم وليس الضحية. السكوت عن المظالم عار يورث البغضاء؛ لذلك تأتي الصحافة لتقف إلى جانب أولئك الذين لا يمتلكون السلطة أو لا يستطيعون نزع حقوقهم. لكن الانحياز والانصاف لا يعني بأي شكل من الأشكال التدليس، أو التضلي...

كيف تكتب بشكل أفضل؟

قبل أكثر من سبع سنوات، كنت قد أنشأت هذه المدونة، ثم ما لبث أن نسيت أمرها ببساطة! إذ انشغلت بالكتابة المهنية في عملي كصحفي وكاتب وصانع أفلام وثائقية. لكني اليوم أشعر بالحنين للكتابة البسيطة ذات الطابع الشخصي أكثر، وهذا ما أعادني إلى مدونتي البسيطة هذه، على أمل الاستمرار بهواية كتابة المدونات الرائعة. بما أنه المنشور الأول بعد اكثر من سبع سنوات، فإني أحب أن يكون حول الكتابة، كيف نكتب بشكل أفضل؟ يتفق العلماء على أن الكتابة بدأت في بلاد ما بين النهرين قبل أكثر من 5000 عام من اليوم. لا شك أن ابتكار الانسان للكتابة هو أحد أهم إنجازات الحضارة الإنسانية؛ فبواسطة الكتابة استطاع البشر توثيق أحداثهم وآمالهم وأفكارهم وابتكاراتهم، وقد سمحت وسائل الكتابة بنقل كل تلك المنجزات من جيل لآخر. يعتقد الكثير من العلماء أن الثورة الرقمية اليوم هم بنفس أهمية ابتكار الكتابة، إن لم تكن أكبر؛ ذلك لأن الثورة الرقمية تسمح بنقل الأفكار والاخبار بسرعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشر. اليوم، أصبح بإمكان الجميع كتابة ما شاء، متى ما شاء، ويمكن أن يشاهد ذلك ملايين البشر. لكن هذه الإمكانات الهائلة جعلت المحتوى الرقمي شائ...

Understanding Exposure, How to Shoot Great Photographs with Any Camera

Understanding Exposure, How to Shoot Great Photographs with Any Camera With more than 350,000 copies sold, Understanding Exposure has demystified the complex concepts of exposure for countless photographers. Now updated with current technologies, more than one hundred new images, and an all-new chapter, this new edition will inspire you more than ever to free yourself from “auto” and create the pictures you truly want. In his trademark easy-to-understand style, author Bryan Peterson explains the relationship between aperture and shutter speed, including how to achieve successful exposures in seemingly difficult situations. You’ll learn: • Which aperture gives you the greatest contrast and sharpness, and when to use it • Which apertures guarantee the background remains an out-of-focus tone • Which one aperture—when combined with the right lens—creates an area of sharpness from three feet to infinity • How to creatively use shutter speed to either freeze an acti...