التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كيف تكتب بشكل أفضل؟


قبل أكثر من سبع سنوات، كنت قد أنشأت هذه المدونة، ثم ما لبث أن نسيت أمرها ببساطة! إذ انشغلت بالكتابة المهنية في عملي كصحفي وكاتب وصانع أفلام وثائقية. لكني اليوم أشعر بالحنين للكتابة البسيطة ذات الطابع الشخصي أكثر، وهذا ما أعادني إلى مدونتي البسيطة هذه، على أمل الاستمرار بهواية كتابة المدونات الرائعة.

بما أنه المنشور الأول بعد اكثر من سبع سنوات، فإني أحب أن يكون حول الكتابة، كيف نكتب بشكل أفضل؟

يتفق العلماء على أن الكتابة بدأت في بلاد ما بين النهرين قبل أكثر من 5000 عام من اليوم. لا شك أن ابتكار الانسان للكتابة هو أحد أهم إنجازات الحضارة الإنسانية؛ فبواسطة الكتابة استطاع البشر توثيق أحداثهم وآمالهم وأفكارهم وابتكاراتهم، وقد سمحت وسائل الكتابة بنقل كل تلك المنجزات من جيل لآخر.

يعتقد الكثير من العلماء أن الثورة الرقمية اليوم هم بنفس أهمية ابتكار الكتابة، إن لم تكن أكبر؛ ذلك لأن الثورة الرقمية تسمح بنقل الأفكار والاخبار بسرعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشر. اليوم، أصبح بإمكان الجميع كتابة ما شاء، متى ما شاء، ويمكن أن يشاهد ذلك ملايين البشر. لكن هذه الإمكانات الهائلة جعلت المحتوى الرقمي شائكاً، إذ يمكن ملاحظة الكثير من المحتوى الرديء، وحتى المضلل، والخاطئ. فكيف نكتب ما نريد بطريقة أفضل؟ هذا ما سأحاول إيجازه في بضعة سطور.

أولاً: البحث: البحث هو قلب وروح الكتابة كما يُقال. إننا لا نكتب ما يجول في خاطرنا أو ما نعرفه فقط، بل ما يثير اهتمامنا ويدفعنا إلى البحث والاكتشاف. إننا نكتب لنكتشف، ونكتشف لنكتب. وهذا يعني ساعات طويلة من القراءة والتحليل والفهم. 

ثانياً: الأسلوب الخاص: الكتابة ليست تكرار لما تقرأه، بل إضافة وتحليل واستنتاج ومهارة. تشبه الكتابة فن الطبخ إلى حد ما؛ إذ يمكن لشخصين الحصول على نفس المكونات ولكن النتيجة مختلفة؛ وذلك لأن لكل شخص طريقته ونكهاته الخاصة. 

ثالثاً: الدقة: توخي الدقة في الكتابة مهم جداً، يجب أن تكون دقيقا وواضحا. ستساعدك القراءة العميقة على ذلك، لكن يجب أيضاً التأكد من المصادر، والتجرد أحياناً من العواطف، ومحاولة الالتزام ببعض الموضوعية، في الحقيقة الكثير منها. 

رابعاً: الإلهام: حاول الحصول على بعض الإلهام لكتابة شيء جيد. لكل شخص مصادر إلهام خاصة به، قد يجد البعض الالهام في الخلوة، أو المشي، أو السباحة، ...الخ. قصارى القول هو أن تسمح لعقلك بالاسترخاء والتفكير دون قيود. يمكنك أيضاً القيام بأمور معينة من أجل الكتابة عنها، كخوض مغامرة مثلاً. 

في الختام، هناك الكثير مما يمكن قوله للكتابة بشكل أفضل، يمكن اكتشاف ذلك من خلال الكتابة باستمرار، لكن يجب دائما تذكر أنه يجب الالتزام بكتابة ما يستحق القراءة، وكذلك تذكر أن الكتابة شغف يصعب التخلي عنه، ودافعه ذاتي أكثر من أي شيء آخر. 

منير بن وبر






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل يجب أن تكون محايداً دائماً؟

 غالباً، إن لم يكن دائماً، ما يُطلب من الاعلام والصحفيين الالتزام بمبدأ الحياد، أي عدم الميل إلى أي طرف من اطراف الخصومة. حسناً، لنكن صريحين بهذا الشأن، إن الحياد مهم جداً لتحقيق المصداقية، لكنه ليس مبدأ أساسي يجب التمسك به دائماً وأبداً؛ فالصحافة مهمتها إظهار الحقيقة، وانصاف المظلوم، وإيصال صوت من لا صوت له. تمثل الصراعات اليوم مادة أساسية لعمل الصحافة، قد يكون من السهل الوقوف على الحياد عندما لا تكون طرفاً في الصراع، أو عندما لا تكون جزءً أو تابعاً، بأي شكل من الأشكال ، لأحد أطراف الصراع. أما عندما يكون العكس فإن الحياد يصبح مستحيلا، ومع ذلك فهذه ليست القصة الكاملة! المصيبة الأكبر هي عندما تكون الطرف المظلوم، المضطهد، أو المغلوب على أمره.   إن الحياد في حالات الظلم هو انحياز لجانب الظالم، كما يقول ديزموند توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام؛ ذلك لأن الحياد يساعد الظالم وليس الضحية. السكوت عن المظالم عار يورث البغضاء؛ لذلك تأتي الصحافة لتقف إلى جانب أولئك الذين لا يمتلكون السلطة أو لا يستطيعون نزع حقوقهم. لكن الانحياز والانصاف لا يعني بأي شكل من الأشكال التدليس، أو التضلي...
منذ فجر التاريخ تقريباً، والبشر يحاولون التنبؤ بنهاية هذا العالم! لقد تنبأوا بهلاك العالم من خلال الفيضانات والحرائق والمذنبات والحروب النووية وغيرها من الأحداث الفظيعة.  في العام 1947م قامت منظمة أمريكية غير ربحية اسمها مجلة علماء الذرة بتصميم ساعة أُطلق عليه اسم ساعة يوم القيامة أو ساعة الأزل، وهي عبارة عن تعبير مجازي عن قرب نهاية البشرية، فما هي هذه الساعة ومن يحرك عقاربها؟ تابع الحلقة كاملة على يوتيوب، اشترك بالقناة وفعل زر الجرس ليصلك كل جديد تنبأ البشر بنهاية العالم منذ آلاف السنين، بل وحددوا لها الكثير من التواريخ. كل تلك التنبؤات فشلت، حمداً لله على الأقل إلى هذه اللحظة! وشملت أسباب نهاية العالم، بحسب التنبؤات، اصطدام كوكب الأرض بكوكب غامض، كتلك الأسطورة التي انتشرت سنة 2012، وتُعرف بنبوءة المايا، لكن شيئاً لم يحدث بالطبع، ووفقاً لوكالة الفضاء ناسا فإن كوك الأرض يمشي على ما يرام منذ 4 مليار سنة، و لا شيء يُظهر أنه يمكن أن يرتطم بشيء ما إلى الآن. ومع ذلك، فإن تلك الفكرة المخيفة ما تزال تسيطر على الخيال الذي نراه كثيرا في الأفلام و الرسوم المتحركة. وبالرغم من كل الأساطير، إلا...