التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2021

لماذا يحتاج الاعلام إلى تحديث؟

 الإعلام العربي اليوم يخاطب نفسه إلى حد كبير جداً، ولا يكاد يصل بشكل مفيد إلى الجيل الحالي؛ وذلك - في رأيي - بسبب افتراض صناع الاعلام أن الجيل الحالي على فهم ودراية كافية بمحركي الاحداث الأساسيين من الدول والجماعات والكيانات والأفراد ... ألخ، وهذا الافتراض خاطئ. على سبيل المثال، لا يعرف الجيل العربي الحديث الحد الأدنى من المعلومات حول القضية الفلسطينية رغم كل المشاعر تجاه هذه القضية؛ لا يعرفون جذور الخلاف، لا يعرفون تاريخ فلسطين ، ولا اليهود ، ولا سبب وجود أو كيفية قيام إسرائيل ، الصراع العربي الإسرائيلي، لا يعرفون حتى أين تقع القدس أو قطاع غزة أو تل أبيب !  ينطبق هذا المثل على الكثير من القضايا الساخنة التي يتناولها الاعلام العربي كل يوم: إيران، الخليج العربي، الاخوان المسلمين، الإرهاب ... الخ، لا يصل إلى جمهور الشباب من هذه "الملفات الساخنة" سوى الازعاج والحيرة والالم، أما الفهم فهو أبعد ما يكون. اعتقد ان الاعلام يجب أن يعتني بتوضيح ما يفترض أنه واضح، بدلاً من انفاق كل الوقت والجهد في محاولة التوجيه وخلق الرأي العام دون جدوى. على الاعلام أن يفسر الاحداث ويعرفها بوضوح ولا

كيف تستطيع الدول خلق مجتمعات تتحدث عن الحلول؟

  الحديث عن المشكلات دون اقتراح الحلول يشبه الحديث عن الجحيم دون الارشاد إلى كيفية تجنبها! ولكن معظم الناس ليسوا "أنبياء" ولا حتى يشبهونهم؛ لذلك تراهم اليوم، وفي كل زمان حقيقة، يتحدثون عن عدد لا حصر له من المشكلات دون الحديث عن الحلول.  ومع تطور وسائل الاتصالات، يمكن أن يتحول أي حديث عابر إلى ثورة! لكنها ثورة لا يُعرف ما المأمول منها. تعايش كل دول العالم تقريباً هذه المعضلة بطرق مختلفة، وتتعرض للنقد والتوبيخ من قبل شعوبها، وحتى شعوب الدول البعيدة! وقد تتسبب كثرة الحديث بحالة من عدم الاستقرار السياسي والانقسام الاجتماعي، وكما قلنا آنفاً، الثورة حتى! حسناً، لا شك أن حق الحديث مكفول لكل إنسان، وتكميم الأفواه سلوك استبدادي بغيض. ولكن كيف يمكن أن تحصن الدول نفسها ضد الأقاويل الباطلة، التي تضر دون سبب، ولا تهدف غالبا لإيجاد الحلول بقدر ما تهدف إلى التنقيص والازدراء؟  الجواب نظرياً بسيط لكنه قد يكون معقد عملياً، وهو: التعليم. التعليم ركيزة أساسية لخلق المجتمعات المستقرة، المجتمعات التي تضع الحلول لنفسها، المجتمعات القادرة على المشاركة السياسية الناضجة، والمشاركة في ادارة الدولة بفاع

تعرفوا على بنت اليمن

  تسمعون عن اليمن الكثير من الاخبار غير السارة، لكن دعونا نتوقف قليلاً للحديث عن بنت اليمن، القهوة، ذلك المشروب اللذيذ؛ إذ تشتهر اليمن كثيرا بزراعة القهوة، ويُقال أنها وصلت إلى اليمن من إثيوبيا، وأن أول من جاء بها إلى اليمن هو أحد سكان مدينة عدن الساحلية.  يحكى أن الطلاب اليمنيين هم اول من أدخل البن إلى مصر، أثناء دراستهم بالازهر الشريف. كما تروى في هذا الشأن رواية طريفة مفادها أن أحد مشائخ الأزهر حرم شرب القهوة في البداية؛ وذلك - على ما يبدو - بسبب ما تحدثه من تحسين في المزاج، لكن الطلاب اعترضوا على الفتوى بقوة حتى أُجيزت في النهاية، وانتشرت في كل أرجاء مصر والعالم. تحظى القهوة اليوم بمكانة رفيعة في العالم العربي، وهي أحد رموز الثقافة العربية الأصيلة، كما أنها ذات مكانة أيضاً لدى الكثير من شعوب العالم. واليوم يدخل البن بأنواعه المختلفة في تحضير الكثير من المشروبات العصرية مثل الاسبرسو والكابتشينو والقهوة الامريكية .. الخ. ومن كثرة شغف الناس بالقهوة فقد أجريت عليها، وعلى شاربيها، العديد من الدراسات. كانت نتائج الكثير من تلك الدراسات مذهلة للغاية؛ فبعضها يؤكد ان للقهوة دور كبير في تحسين

لماذا لا تتغير بعض الدول للأفضل أبداً؟

 تكاد الكثير من الدول، خصوصاً في منطقتنا العربية، لا تتغير أبداً، لا يتحسن حال المواطنين فيها، ولا تتغير أنظمتها الصحية أو التعليمية او الخدمية بما يتماشى مع التطورات المتلاحقة. الدول التي لا تحسن من أساليب ادارتها وسياستها العامة عرضة للانهيار. وشعبها، الذي تتحمل مسؤولية حمايته ورفاهيته، عرضة للتخلف والفقر والمرض. على الدول العمل دائما على تحسين أدائها حتى تبقى وتزدهر. لكن ما الذي يجعل دولة ما لا تغير سياساتها العامة أو تحسن إدارتها؟ يبدو أن هناك عدة أسباب، منها على سبيل المثال لا الحصر، انفصال القادة عن شعوبهم وبعدهم نفسيا وجسدياً عنهم، أمثال أولئك القادة هم من المكتفين بما عندهم غير المبالين بما عند شعوبهم. عدم وجود محللين موثوقين وذوي خبرة للسياسات العامة هو سبب آخر محتمل. السياسة العامة هي مجموعة الاجراءات التي تتبناها الحكومات، مثل الخطط والقوانين والسلوكيات. يهتم تحليل السياسات العامة بالبحث عن، وإيجاد، البدائل المناسبة التي يمكنها توفير حلول جديدة بكفاءة أفضل. ويتطلب تحليل السياسات العامة تقييم ودراسة السياسات العامة الحالية من أجل صياغة بدائل افضل واعتمادها وتنفيذها. لا يحمل ا

هل يجب أن تكون محايداً دائماً؟

 غالباً، إن لم يكن دائماً، ما يُطلب من الاعلام والصحفيين الالتزام بمبدأ الحياد، أي عدم الميل إلى أي طرف من اطراف الخصومة. حسناً، لنكن صريحين بهذا الشأن، إن الحياد مهم جداً لتحقيق المصداقية، لكنه ليس مبدأ أساسي يجب التمسك به دائماً وأبداً؛ فالصحافة مهمتها إظهار الحقيقة، وانصاف المظلوم، وإيصال صوت من لا صوت له. تمثل الصراعات اليوم مادة أساسية لعمل الصحافة، قد يكون من السهل الوقوف على الحياد عندما لا تكون طرفاً في الصراع، أو عندما لا تكون جزءً أو تابعاً، بأي شكل من الأشكال ، لأحد أطراف الصراع. أما عندما يكون العكس فإن الحياد يصبح مستحيلا، ومع ذلك فهذه ليست القصة الكاملة! المصيبة الأكبر هي عندما تكون الطرف المظلوم، المضطهد، أو المغلوب على أمره.   إن الحياد في حالات الظلم هو انحياز لجانب الظالم، كما يقول ديزموند توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام؛ ذلك لأن الحياد يساعد الظالم وليس الضحية. السكوت عن المظالم عار يورث البغضاء؛ لذلك تأتي الصحافة لتقف إلى جانب أولئك الذين لا يمتلكون السلطة أو لا يستطيعون نزع حقوقهم. لكن الانحياز والانصاف لا يعني بأي شكل من الأشكال التدليس، أو التضليل، أو الكذب أو

كيف تكتب بشكل أفضل؟

قبل أكثر من سبع سنوات، كنت قد أنشأت هذه المدونة، ثم ما لبث أن نسيت أمرها ببساطة! إذ انشغلت بالكتابة المهنية في عملي كصحفي وكاتب وصانع أفلام وثائقية. لكني اليوم أشعر بالحنين للكتابة البسيطة ذات الطابع الشخصي أكثر، وهذا ما أعادني إلى مدونتي البسيطة هذه، على أمل الاستمرار بهواية كتابة المدونات الرائعة. بما أنه المنشور الأول بعد اكثر من سبع سنوات، فإني أحب أن يكون حول الكتابة، كيف نكتب بشكل أفضل؟ يتفق العلماء على أن الكتابة بدأت في بلاد ما بين النهرين قبل أكثر من 5000 عام من اليوم. لا شك أن ابتكار الانسان للكتابة هو أحد أهم إنجازات الحضارة الإنسانية؛ فبواسطة الكتابة استطاع البشر توثيق أحداثهم وآمالهم وأفكارهم وابتكاراتهم، وقد سمحت وسائل الكتابة بنقل كل تلك المنجزات من جيل لآخر. يعتقد الكثير من العلماء أن الثورة الرقمية اليوم هم بنفس أهمية ابتكار الكتابة، إن لم تكن أكبر؛ ذلك لأن الثورة الرقمية تسمح بنقل الأفكار والاخبار بسرعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشر. اليوم، أصبح بإمكان الجميع كتابة ما شاء، متى ما شاء، ويمكن أن يشاهد ذلك ملايين البشر. لكن هذه الإمكانات الهائلة جعلت المحتوى الرقمي شائ